موضفات البنوك بين أروقة الرجال د. حسنة الغامدي تتميز المملكة العربية السعودية عن غيرها من الدول الإسلامية والعربية بأنها الدولة الوحيدة التي لازالت محافظة وتحافظ على تعاليم ديننا الإسلامي وتطبقه في جميع مجالات الحياة ، وهذه من النعم التي أنعم الله بها علينا ، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت تظهر لدينا بعض المظاهر الدخيلة والغريبة والمخالفة للشرع وفي ذات الوقت على تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية ، حيث بدأت (بعض) البنوك في إرسال موظفاتها إلى الدوائر الحكومية التي لا يعمل فيها سوى الرجال فقط ، وهذا أمر غريب بل ومستنكر أن يحدث دون أن يكون هناك رادع لأمثال هذه البنوك التي تستخدم المرأة كوسيلة جذب من أجل زيادة الطلب على العروض البنكية وزيادة تكبيل الموظف بمزيد من الديون ،،كيف لا والتي تقوم بتقديم تلك العروض موظفة متبرجة تضع كل ما اخترعته شركات التجميل من أدوات التبرج على وجهها ناهيك عن الملابس التي ترتديها من بناطيل وعباءات مخصرة وملفتة للنظر حيث تقوم الموظفة بالتجول بين مكاتب الموظفين عارضة خدمات البنك! لماذا يتم السماح لهؤلاء النسوة بدخول الدوائر الحكومية التي لا يعمل فيها إلا الرجال ؟؟ والسؤال الأهم ألا يوجد موظفون من الرجال ليقوموا بهذه المهمة عن هؤلاء النسوة ،؟ إلى متى نسمح بأن تمرر معاملات تلك البنوك عبر المرأة ؟؟؟ وهل هذا نوع من استغلال حاجة المرأة للعمل للزج بها في مثل هذا النوع من التعاملات ، ام لنبرر للآخر بأننا ديمقراطيون حتى النخاع للدرجة التي فقدنا معها الغيرة على المرأة واحترامها والترفع بها عن مثل هذا النوع من العمل ..؟؟ موظفات البنوك بين أروقة الرجال 2 وصلتني العديد من ردود الأفعال تجاه مقالي الذي نشرته جريدة المدينة يوم الخميس بتاريخ 1 جمادى الآخرة 1429هـ، العدد 16479، بعنوان (موظفات البنوك بين أروقة الرجال) عبر البريد الالكتروني وعبر الموقع الرسمي للجريدة ، منهم المؤيد ومنهم المعارض وتساءل البعض لماذا خصصت في مقالي موظفات البنوك ونسيت أماكن أخرى يكثر فيها الاختلاط بشكل غير مرض كالمستشفيات مثلا!! وما أود أن أنوه له وأؤكد عليه إنني لست ضد عمل المرأة ولكنني ضد الاختلاط الذي يقود إلى ماحرم الله تعالى من سفور وتبرج لا يرضاه المسلم العاقل على محارمه ، وأنا اعلم أن المستشفيات وبالأخص (الخاصة ) وما يحدث فيها لهو أشد بلاءً وخطرا من غيره من الأماكن ،( فبعض) الممرضات والموظفات هداهن الله يشعرن المراجع القابع في غرفة الانتظار أو حتى في غرفة الكشف انه في كرنفال أو حفلة تنكرية لكثرة مايضعنه من مساحيق التجميل ومايرتدينه من ملابس ضيقة جدا ملفته للنساء فكيف بالرجال!! علاوة على كثرة الضحك والمزاح مع الرجال الأجانب وهذا ما رأيته بأم عيني واستنكرت أن يحدث هذا جهارا بدون رادع من حياء!! للأسف أن بعض النساء في بلادنا لا يعرفن الفرق بين أن تكون( حرا) وبين أن تكون( متحررا) فالحرية لا تعني التحرر من الدين والقيم والمبادئ ومن الحشمة والعفاف ومن الحياء الذي هو شطر الإيمان . وما أردت أن اطرحه في مقالي السابق أن قضية إرسال الموظفات إلى أماكن عمل الرجال من وجهة نظري جُرم يستحق من يأمر به أن يحاسب عليه ويعاقب، فأنا ضد استغلال حاجة المرأة للعمل والزج بها في مواطن الشبهة. وأي رجل هذا الذي يرتضي لزوجته أو ابنته اوأخته أن تقف هذا الموقف الذي لايرضي الله تعالى وأن ترسل إلى أماكن عمل الرجال في الدوائر الحكومية كي تقوم بعمل دعاية لبعض المنتجات أو أن تكون مندوبة لأحد البنوك؟؟